نبذة تاريخيّة عن مدينة سمنان، «دار مرحمة إيران»:
تقع محافظة سمنان الإيرانيّة جنوب سلسة جبال «ألْبرْز» بين مدينتي طهران ومشهد المقدسة. وتحتلّ هذه المحافظة مساحة 97491 كيلومترا مربعاً أي 8/5 بالمئة من مساحة كل إيران. لذلك تعتبر المحافظة السابعة في البلاد من حيث المساحة، ويتبع إدارياً لهذه المحافظة في الوقت الراهن 8 أقضية و20 مدينة و15 ناحية و31 قرية.
يسكن في محافظة سمنان 734,720 نسمة وذلك حسب آخر إحصاء للنفوس جرى في سنة 1397ﻫ.ش / 2019 للميلاد وتعدّ المحافظة الثالثة في إيران من حيث نسبة المتعلمين بنسبة 88.4% كما تعدّ المحافظة الأولى من حيث نسبة الطلاب إلى عدد السكّان على مستوى البلاد.
تقع محافظة سمنان على «طريق الحرير» القديم الذي كان، على مرّ العصور إلى يومنا هذا، طريق اتصال بين شرق العالم وغربه. وقد سمّيت هذه المحافظة بأسماء مختلفة على مرّ العصور، غير أنّ معظم المؤرّخين عرفوها بولاية «كومش» أو «كومس» أو «قومس»، كما كتب أحد المستشرقين أنّ ولاية «قومس» هي نفس الولاية التي سجّلت في كتابات «بطلميوس» جزءاً من ولاية «پارت» الكبيرة باسم «كومش».
إن قضاء «سمنان» ومساحتها 22119 كيلومتر مربع وعدد سكّانها نحو 200 ألف شخص هي عاصمة المحافظة. وقد سمّى الباحثون مدينة سمنان "جزيرة اللهجات" نظرا لتنوع لهجاتها بشكل كبير بحيث نشاهد خلافات وفروقاً بين اللهجات حتى في بعض أحياء هذه المدينة. يسمّي السمنانيون هذه المدينة في لهجتهم بـ (سمن).
من المعالم التاريخيّة القيّمة والجميلة في مدينة سمنان الملقبة بـ«دار مرحمة إيران» هي بوابة سمنان المسماة بـ «دروازه أرك» (بوّابة القلعة) والتي يعود بناؤها إلى العصر القجريّ وكذلك المسجد الجامع والنزل الذي بناه الشاه عباس الصفوي بالمدينة وحمّام الحضرة وحمّام پهنه وسوق سمنان (سوق الشيخ علاء الدولة) ومقبرة پير نجم الدين والصحراء الجنوبية للمدينة وعين المياه الدافئة ومقبرة الأنبياء ومنطقة آهوان (الغزال) الجميلة والخان الموجود في تلك المنطقة وكهف "دربند" من الحجر الجيري القديمة التي تعود إلى نحو 15 ميليون سنة وجبال سارو وتلال ميرك القديمة التي تعود إلى قبل أكثر من بضعة آلاف سنة.
ويمكن الإشارة إلى أهم مفاخر سمنان مثل پير نجم الدين، وپير علمدار، وحكيم حاج ملا علي السمناني، ورفعت سمناني والشيخ علاء الدولة السمناني ومن المعالم الدينية تجدر الإشارة إلى: مقام السيد يحيى بن موسى الكاظم (ع)، ومقام السيد علي بن جعفر (ع)، ومقام السيد علي أشرف (ع) وبقعة الأنبياء (مدفن سام و لام النبي من أبناء سيدنا نوح (ع).
كما هناك منتجعات وحدائق عامة كثيرة وخلابة في هذه المدينة أو في ضواحيها، منها: حدائق: کوهستان (الجبال) المشهورة بسطيح سمنان، وسوكان وآبشار (الشلال) وشقائق وراه آهن (السكك الحديدية) و برج "فينيكس" السياحي وحديقة "جوت ك مال" المائيّة وحدائق الرمان في درجزين ومحمية برور للحياة البريّة ومنتجعات شهميرزاد ومهديشهر وأجواؤها الرائعة.
أجواء سمنان فريدة من نوعها حيث يمكنك أن تشاهد الفصول الأربعة فيها في يوم واحد، إذا تحركت نحو شمالها ستصل إلى البحر بعد نحو 100 كيومتر وتتمتع بأجواء رائعة في الغابات الشماليّة وبالمقابل ستصل إلى الصحراء وهضباتها الرملية الخلابة إن تحركت نحو الجنوب في مسافة تقل عن 100 كيلومتر، فـ "سمنان" مجمع الأجواء المتنوعة ودار مرحمة إيران كما سميت منذ القديم.